هذه عقيدتنا في الصحابة رضي الله عنهم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
بدأت في الآونة الأخيرة فئة من الناس ومن يسير على هداهم من بعض الكتاب الذين يتسلقون إلى الشهرة التطاول على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ونعتهم بالكفر والنفاق ومن ثم أخذوا يقللون من مكانتهم بلعنهم والتعدي على أعراضهم.
لذلك أصدرت محكمة الجنايات بالحبس 6 أشهر مع الشغل والنفاذ والإبعاد بحق رئيس تحرير مجلة المنبر اللبنانية وكاتب أحد المقالات الذي أساء من خلاله للصحابة وبخاصة الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها. (جريدة الوطن عدد99660)10\2003)
فهؤلاء امتلأت قلوبهم حقداً وكراهية على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى الكثير من الدعاة والمصلحين الذين وقفوا سداً منيعاً أمام كل ناعق من دعاة العلمانية من متسلقي الشهرة الذين باعوا دينهم وعقيدتهم بغرض من الدنيا قليل تحت ستار زائف وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية.
فالصحابة الكرام لهم منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة فهم البررة الأطهار الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء ويكفيهم فخراً أن الله امتدحهم قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
عقيدتنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولا: وجوب محبة الصحابة الكرام
من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاقتداء بهم والأخذ بآثارهم قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (10)الحشر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم,ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)(الترمذي 5\385-والبيهقي في الاعتقاد ص161)...
روى البخاري في صحيحه: عن النبي صلى الله عليه وسلم(آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار) (البخاري1\12)
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: (لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله) (مسلم1\15)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر) (مسلم1\86)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) (المسند2\501) , وروى مسلم بإسناده إلى علي رضي الله عنه أنه قال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق)
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال:عائشة.قال:فمن الرجال؟ قال:أبوها.
فهذه الأحاديث النبوية الصحيحة دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً مهاجرين وأنصار.
قال الإمام الطحاوي:مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان (شرح الطحاوية ص467)..
وقال أبو عبدالله بن بطه: ونحب جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتبهم ومنازلهم أولاً,فأولاً من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين. (الإبانة في أصول السنة والديانة ص\271)
وأن بعض الصحابة شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة, فقد روى الترمذي عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عشرة في الجنة:أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) (الترمذي3\311وصححه الألباني)
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من أصحابه وزوجاته بالجنة والمقام لا يسع ذكرهم.
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أريتك في المنام ثلاث ليال وجاء بك الملك في خرقة من حرير فيقول:هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه.فأقول:إن يك هذا من عند الله يمضه)
ويكفي أم المؤمنين عائشة فخراً أن يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها رضي الله عنها وعن أبيها.
فعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء المذكورين بل يشهدون بالجنة لجميع الصحابة من مهاجرين وأنصار.قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير) (10)الحديد
ثانيا:عدالة الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة كلهم عدول كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
قال صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال عمران:فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً.. (البخاري 2\287-288 ومسلم 4\1964)
وقال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على عدالة الصحابة وإنهم كلهم عدول قال/هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.
قال ابن حجر: اتفق أهل السنة على أن الجميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة (الإصابة1\17)
وقال ابن كثير: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما أنطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل. (الباحث الحثيث ص181-182)
ثالثاً: تحريم سبهم
لا يجوز سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنص من الكتاب والسنة.
قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)(التوبة)
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) (الأحزاب)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) (البخاري2\292)
قال صلى الله عليه وسلم: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (رواه الطبراني وصححه الألباني)
قال النووي: (والله أعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون) (شرح النووي على صحيح مسلم16\93).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي, لعن الله من سب أصحابي) (مجمع الزوائد للهيتمي10\21)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (الجامع الصغير:للسيوطي وفيض القدير6\146)
رابعا: أقول أئمة السلف في تحريم سب الصحابة:
قيل لعائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن أناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبو بكر وعمر, فقالت: وما تجبون من هذا؟! قطع عنهم العمل.فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر (جامع الأصول9\408-409)
وقال مالك بن أنس:الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام.. (الإبانة لابن بطه ص162)
وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: (من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه) (الإبانة ص162)
وقال أبو بكر المروزي: (سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم.فقال:ما أراه على الإسلام) (شرح الإبانة ص161)
وفي الختام:
هل تخرس تلك الألسن المسمومة الملوثة باللعن والسب والطعن في أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وتتخذ ذلك ديناً تتقرب به إلى الله قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) (الكهف)
وهل تجف تلك الأقلام المأجورة التي تتسلق إلى سلم الشهرة عن طريق التخلي عن قيمها ومبادئها وعقيدتها من دعاة العلمانية والليبرالية الذين باعوا دينهم من أجل شهرة زائفة.
وهل تقوم الحكومة بالضرب بيد من حديد كل من يبعث بمقام الصحابة الكرام أو يبث الفتنة.
وهل يقوم العلماء والدعاء والمصلحون بواجبهم نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
نرجو ذلك؟!
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
بدأت في الآونة الأخيرة فئة من الناس ومن يسير على هداهم من بعض الكتاب الذين يتسلقون إلى الشهرة التطاول على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ونعتهم بالكفر والنفاق ومن ثم أخذوا يقللون من مكانتهم بلعنهم والتعدي على أعراضهم.
لذلك أصدرت محكمة الجنايات بالحبس 6 أشهر مع الشغل والنفاذ والإبعاد بحق رئيس تحرير مجلة المنبر اللبنانية وكاتب أحد المقالات الذي أساء من خلاله للصحابة وبخاصة الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها. (جريدة الوطن عدد99660)10\2003)
فهؤلاء امتلأت قلوبهم حقداً وكراهية على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى الكثير من الدعاة والمصلحين الذين وقفوا سداً منيعاً أمام كل ناعق من دعاة العلمانية من متسلقي الشهرة الذين باعوا دينهم وعقيدتهم بغرض من الدنيا قليل تحت ستار زائف وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية.
فالصحابة الكرام لهم منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة فهم البررة الأطهار الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء ويكفيهم فخراً أن الله امتدحهم قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
عقيدتنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولا: وجوب محبة الصحابة الكرام
من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاقتداء بهم والأخذ بآثارهم قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (10)الحشر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم,ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)(الترمذي 5\385-والبيهقي في الاعتقاد ص161)...
روى البخاري في صحيحه: عن النبي صلى الله عليه وسلم(آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار) (البخاري1\12)
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: (لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله) (مسلم1\15)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر) (مسلم1\86)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) (المسند2\501) , وروى مسلم بإسناده إلى علي رضي الله عنه أنه قال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق)
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال:عائشة.قال:فمن الرجال؟ قال:أبوها.
فهذه الأحاديث النبوية الصحيحة دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً مهاجرين وأنصار.
قال الإمام الطحاوي:مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان (شرح الطحاوية ص467)..
وقال أبو عبدالله بن بطه: ونحب جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتبهم ومنازلهم أولاً,فأولاً من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين. (الإبانة في أصول السنة والديانة ص\271)
وأن بعض الصحابة شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة, فقد روى الترمذي عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عشرة في الجنة:أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) (الترمذي3\311وصححه الألباني)
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من أصحابه وزوجاته بالجنة والمقام لا يسع ذكرهم.
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أريتك في المنام ثلاث ليال وجاء بك الملك في خرقة من حرير فيقول:هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه.فأقول:إن يك هذا من عند الله يمضه)
ويكفي أم المؤمنين عائشة فخراً أن يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها رضي الله عنها وعن أبيها.
فعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء المذكورين بل يشهدون بالجنة لجميع الصحابة من مهاجرين وأنصار.قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير) (10)الحديد
ثانيا:عدالة الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة كلهم عدول كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
قال صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال عمران:فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً.. (البخاري 2\287-288 ومسلم 4\1964)
وقال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على عدالة الصحابة وإنهم كلهم عدول قال/هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.
قال ابن حجر: اتفق أهل السنة على أن الجميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة (الإصابة1\17)
وقال ابن كثير: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما أنطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل. (الباحث الحثيث ص181-182)
ثالثاً: تحريم سبهم
لا يجوز سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنص من الكتاب والسنة.
قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)(التوبة)
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) (الأحزاب)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) (البخاري2\292)
قال صلى الله عليه وسلم: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (رواه الطبراني وصححه الألباني)
قال النووي: (والله أعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون) (شرح النووي على صحيح مسلم16\93).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي, لعن الله من سب أصحابي) (مجمع الزوائد للهيتمي10\21)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (الجامع الصغير:للسيوطي وفيض القدير6\146)
رابعا: أقول أئمة السلف في تحريم سب الصحابة:
قيل لعائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن أناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبو بكر وعمر, فقالت: وما تجبون من هذا؟! قطع عنهم العمل.فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر (جامع الأصول9\408-409)
وقال مالك بن أنس:الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام.. (الإبانة لابن بطه ص162)
وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: (من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه) (الإبانة ص162)
وقال أبو بكر المروزي: (سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم.فقال:ما أراه على الإسلام) (شرح الإبانة ص161)
وفي الختام:
هل تخرس تلك الألسن المسمومة الملوثة باللعن والسب والطعن في أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وتتخذ ذلك ديناً تتقرب به إلى الله قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) (الكهف)
وهل تجف تلك الأقلام المأجورة التي تتسلق إلى سلم الشهرة عن طريق التخلي عن قيمها ومبادئها وعقيدتها من دعاة العلمانية والليبرالية الذين باعوا دينهم من أجل شهرة زائفة.
وهل تقوم الحكومة بالضرب بيد من حديد كل من يبعث بمقام الصحابة الكرام أو يبث الفتنة.
وهل يقوم العلماء والدعاء والمصلحون بواجبهم نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
نرجو ذلك؟!
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين