الأحد، 2 ديسمبر 2012

تيقظ

تيقظ
المصدر/المؤلف: أحمد العثمان

أتى رجل إبراهيم بن أدهم رحمه الله فقال: يا أبا إسحاق! إني مسرف على نفسي، فاعرض عليّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً!.

فقال إبراهيم: إن قبلت خمس خصال، وقدرت عليها لم تضرك المعصية.

قال: هات يا أبا إسحاق!

قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى، فلا تأكل رزقه!.

قال: فمن أين آكل؟! وكل ما في الأرض رزقه؟!

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل من رزقه وتعصيه؟!

قال: لا، هات الثانية!

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن في شيئاً من بلاده!

قال: هذا أعظم! فأين أسكن؟!

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن في بلاده، وتعصيه؟

قال: لا، هات الثالثة!

قال: وإذا أردت أن تعصيه، وأنت تأكل من رزقه، وتسكن بلاده، فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصه فيه!

قال: يا إبراهيم! ما هذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر؟!

قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به؟!

قال: لا، هات الرابعة!

قال: فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل لله صالحاً!

قال: لا يقبل مني!

قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!

قال: هات الخامسة!

قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة، ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم؟!

قال: إنهم لا يدعوني، ولا يقبلون مني!

قال: فكيف ترجو النجاة إذن؟!

قال: إبراهيم! حسبي، حسبي! أنا أستغفر الله وأتوب إليه.

فكان لتوبته وفياً، فلزم العبادة، واجتنب المعاصي حتى فارق الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تلقى ملاحظاتك حول مدونتنا